مجلس النواب الأردني يصوت بالأغلبية على طرد سفير إسرائيل من عمان
مجلس النواب الأردني يصوت بالأغلبية على طرد سفير إسرائيل من عمان
صوت مجلس النواب الأردني، الأربعاء، بالأغلبية على مقترح لطرد السفير الإسرائيلي من عمان، ردا على استخدام وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خريطة لإسرائيل تضم المملكة والأراضي الفلسطينية، وإنكاره وجود شعب فلسطيني.
قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي خلال جلسة بثها التلفزيون الأردني الرسمي: "هناك مقترح لطرد السفير الإسرائيلي من عمان (إيتان سوركيس)"، فرفع النواب أيديهم بالموافقة، فقال الصفدي: "أغلبية واضحة، وشكرا".
ولم يتضح عدد المصوتين بالموافقة من أعضاء المجلس البالغ عددهم 130، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وحض الصفدي حكومة بلاده على "اتخاذ إجراءات فاعلة ومؤثرة تجاه استخدام وزير مالية حكومة إسرائيل خريطة تضم حدود المملكة والأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "هذا أمر لا يمكن السكوت عنه، ويشكل خرقاً لمعاهدة السلام وللأعراف الدولية".
وواجهت تصريحات سموتريتش التي نفى خلالها وجود الفلسطينيين كأفراد وكشعب خلال أمسية نظمتها، الأحد، جماعة صهيونية متطرفة في باريس، انتقادات حادة حتى من قبل واشنطن.
وانتشرت مقاطع فيديو وصور لسموتريتش يدلي بتلك التصريحات من على منبر عُلقت عليه خريطة "إسرائيل الكبرى" التي تضم الأردن والأراضي الفلسطينية.
مواقف متطرفة
وقال الصفدي، الأربعاء، إن "تصريحات وزير مالية حكومة إسرائيل تعكس صورة حكومته المتطرفة، ولن تزيد الأردنيين إلا ثباتاً خلف قيادتهم وجيشهم وأجهزتهم الأمنية".
وأكد أنها "لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صموداً في وجه آلة الحرب والخراب، التي ما زالت تدنس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس".
وأضاف الصفدي، أن "ما تقوم به سلطات إسرائيل من أعمال إجرامية ومتطرفة يقوض كل مساعي السلام الشامل، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية الانحياز، إما لحق الشعوب في تقرير المصير أو الانحياز لحكومة متطرفة".
ويأتي تصويت مجلس النواب بالأغلبية على مقترح لطرد السفير الإسرائيلي من عمان، بعد يومين على استدعائه إلى وزارة الخارجية احتجاجا على تصرف سموتريتش.
تصويت مجلس النواب غير ملزم، فحسب الدستور الأردني فإن أي قرار يجب أن يحظى بموافقة الحكومة الأردنية وبعد ذلك الملك.
وفي العام قبل الماضي 2021، وقع جميع أعضاء المجلس على مذكرة تطالب بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب.
وقع الأردن وإسرائيل عام 1994 معاهدة سلام أنهت عقودا من حالة الحرب بينهما.
الصراع العربي الإسرائيلي
وبدأ الصراع العربي الإسرائيلي طويل الأمد، في القرن العشرين بين الفلسطينيين العرب واليهود في فلسطين، واندلعت الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، حيث تم إنشاء دولة إسرائيل على أراضي فلسطين العربية.
على مدار السنوات، شهد الصراع العديد من المحطات الساخنة، من بينها الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1967 والانتفاضة الفلسطينية في عام 1987، وعلى الرغم من الجهود الدولية العديدة للتوصل إلى حل سلمي، فإن الصراع لا يزال مستمراً.
في السنوات الأخيرة، شهد الصراع تصعيداً متزايداً، حيث تم استئناف الهجمات العسكرية والأعمال العدائية من الجانبين، ما أدى إلى تصاعد التوترات وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وتتعدد القضايا الخلافية بين الجانبين، من بينها الحدود والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وحقوق الأقليات العربية في إسرائيل.
وتختلف وجهات النظر حول الحل الأمثل للصراع، فمن جهة ترى بعض الأطراف أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بينما ترى جهات أخرى أن الحل يكمن في تحقيق السلام والتعاون الثنائي بين الدولتين.